في الغربة تشتاق للوطن و تفتقد دفء الاسرة و ينتابك الحنين للاجتماع مع الاحبة على موائد الطعام العامرة بما لذ وطاب من اصناف الطعام الذي حضرته الأيادي الحانية بحب و شغف
هنا في الغربة و مع الانشغال المتواصل بالدراسة و العمل قد لا يجد الطالب وقتا إضافيا لتحضير ما اعتاد عليه من أصناف الطعام التقليدي، لذا يبدأ برحلة البحث الشاقة عن أنواع الأطعمة المتوفرة، أو المطاعم، أو محلات المخبوزات و الحلويات التي تشبه ما اعتاد عليه و ترضي ذوقه و تلائم هواه و ما أكثر التنوع في أمزجة الناس في الأطعمة و الاشربة.
في عطلة نهاية الأسبوع و بعد اسبوع شاق، ذهبت برفقة زوجي للتسوق في أحد المجمعات ثم تناولنا الغداء كما اعتدنا كل أسبوع. ما أن دخلنا مجمع التسوق حتى انبثقت رائحة شهية من أحد المحلات. نعم، إنني أعرف هذه الرائحة. إنها رائحة الكنافة الأردنية الشهية. قادتني الرائحة الى مقهى أنيق، شعرت مع أول خطوة داخله انني انتقلت الى مكان يعبق بالتراث والأصالة، و ينقلك الى الاردن بكل ما في المكان من حلويات، و أطعمة و أواني و زينة و فوق كل ذلك تلك الرائحة الحبيبة الى قلبي
رائحة الكنافة الأردنية الشهية التي تقدم بطريقتها التقليدية في (السدر) التي
تحضر فيه و توقد تحتها نار هادئة
.لتحافظ عليها ساخنة و طازجة
سُعدت جداً لأنها المرة الأولى التي أرى بها هذا المقهى العربي، الاردني الذي علمت بعد سؤالي انه افتتح حديثا، في سبتمبر
رحب بنا شخص لطيف و عرف لنا نفسه انه صاحب مقهى ارابيلا. قررت انا وزوجي طلب طبقين من الكنافة و فنجانين من القهوة التركية الشهية المعروفة برائحتها القوية، لم ننتظر سوى بضعة دقائق حتى وصلت أطباق الكنافة، طعم رائع من طبقات الكنافة الممزوجة بالسمن و القطر و الجبنة الساخنة الطرية. حضرت بعناية و اتقان، فكان مذاقها مطابقا للكنافة التي نتناولها في أعرق محلات الكنافة و أكثرها شهرةً في موطنها الأصلي ومع القهوة التركية برائحتها الساحرة زادت التجربة روعة و استدعت اجمل الذكريات. قضينا وقتا رائعا في ارابيلا و امتعنا المكان باجوائه العربية، و سعدنا بسماع الموسيقى العربية و تناول واحدة من الذ انواع الحلوى على قائمة الحلويات التي يقدمها المقهى، غادرنا المكان وكلنا عزم اننا سنعود مرة
اخرى لنجرب صنفا آخر من الأصناف المتنوعة التي يقدمها ارابيلا
Leave a Reply